كشف الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين عن تقرير يبرز مدى لعب اللاعبين الدوليين، حيث رصدت الأرقام المثيرة للقلق المتعلقة بضغط العمل على اللاعبين. وفقًا للتقرير الذي نُشر يوم الاثنين، يُظهر أن الضغط الجسدي على اللاعبين قد ازداد بشكل ملحوظ، مما يثير مخاوف تتعلق بالاستدامة الصحية.
ضمن هذا السياق، يُعتبر اللاعب المغربي أشرف حكيمي أحد أبرز الأمثلة. فقد خاض حكيمي، نجم فريق باريس سان جيرمان، 69 مباراة خلال الموسم الماضي، مجمعًا 6371 دقيقة من اللعب. يمثل هذا الرقم زيادة كبيرة مقارنةً بالموسم السابق، إذ شارك في 53 مباراة وجمع 4869 دقيقة. هذه الأرقام تطرح تساؤلات حول قدرة اللاعبين على تحمل هذا الضغط المستمر.
ليس أشرف حكيمي وحده من يعاني من هذه الضغوط، حيث يلاحظ أن جوشوا كيميش لاعب بايرن ميونيخ قد وصل أيضًا إلى نفس عدد المباريات. وكشف التقرير أن كل لاعب من بين أعلى عشرة لاعبين على قائمة فيفبرو قد تجاوز الحد الموصى به من 55 مباراة في الموسم، مما يدعو إلى التفكير في ضرورة إعادة النظر في الجداول الزمنية للبطولات.
يبدأ حكيمي موسمه الجديد في باريس، مع التزامات دولية ستستمر مع الألعاب الأولمبية المقبلة. تشير التقديرات إلى أن موسمه قد تمتد لفترة تصل إلى عام كامل، مما يجعله في وضع يتطلب استراحة مناسبة قبل بداية المنافسة الرسمية.
يذهب معظم الأطباء إلى أن من الضروري أن يحصل اللاعبون على مدة راحة تتراوح بين أربعة أسابيع بين المواسم، بالإضافة إلى فترة إعادة تدريب قبل دخول المنافسة الحادة. ومع ذلك، فإن هذه الممارسات أقل شيوعًا في عالم كرة القدم المعاصر، مما يضع اللاعبين في خطر إصابات مستقبلية.
يدرك خبراء كرة القدم أن هناك مشاكل خاصة حول حماية اللاعبين الشباب، الذين يتعرضون لطلبات تنافسية مستمرة تزيد من مخاطر إصابتهم على المدى الطويل. في السنوات الأخيرة، زادت عدد الدقائق التي لعبها اللاعبون المغاربة المقيمون بالخارج بشكل كبير، مما يستدعي اهتمامًا خاصًا من جانب الأندية ومنظمات كرة القدم.
في ظل الظروف الراهنة، يُظهر التقرير أيضًا أن اللاعبون يتم دفعهم إلى أقصى حدود قدرتهم، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم مشكلاتهم الصحية. بدأ الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين في اتخاذ إجراءات قانونية ضد الهيئات المعنية بسبب التقويم الضاغط، مما يعكس الحاجة الملحة لتفكير جديد في إدارة أعباء العمل.
يمثل حكيمي أحد أبرز اللاعبين في الساحة الرياضية الحديثة، ومع الاستمرار في اللعب بمعدل مرتفع، فإن أي تراجع في أدائه أو زيادة في الإصابات قد تعود لجدول العمل المتعب. وبالتالي، فإن الإدارة الجيدة لأعباء العمل ستظل محورًا رئيسيًا للاستدامة في الرياضة.
تشير البيانات الحالية إلى أن الأعباء على اللاعبين الدوليين باتت مرتفعة بشكل غير مسبوق، مما يتطلب معالجة فورية لنظام جدولة المباريات وضرورة إعادة تقييم حدود اللعب. تظل صحة اللاعبين ووقتهم للاستراحة شرطين أساسيين لضمان استمرارهم على أعلى مستوى من الأداء. إن عدم اتخاذ خطوات فعالة لحماية اللاعبين قد يهدد جودة اللعبة بشكل عام.