تجلى قرار المدرب توماس توتشيل بعدم إدراج لاعب ريال مدريد الشاب جود بيلينجهام في تشكيل المنتخب الإنجليزي الأخير، في سعيه لرسم صورة أوسع تعكس تفكيره الاستراتيجي. ورغم أن بيلينجهام، البالغ من العمر 22 عامًا، اشتهر بمسيرته المميزة، إلا أن توتشيل يظهر قدرة على اتخاذ قرارات مبنية على الأداء، وليس فقط على الأسماء اللامعة.
بيلينجهام حقق شهرة كبيرة خاصة بعد أدائه المبهر في بطولة يورو 2024، لكنه خاض مباراة واحدة فقط مع ريال مدريد، حيث تعرض للخسارة أمام أتلتيكو مدريد. بالإضافة لذلك، فقد شارك ثلاث مرات فقط من مقاعد البدلاء بعد تعافيه من جراحة في الكتف، مما دفع توتشيل للتفكير في خيارات أخرى أدت إلى استبعاده من المجموعة.
المدرب الألماني يبدو أنه يعمل وفق منهج مختلف عن سابقيه، حيث انتهت أيام الاستدعاءات التلقائية للاعبين المعروفين. توتشيل يركز على الأداء الفعلي للعناصر الموجودة في الفريق، مما يعني أن السمعة لم تعد ذات قيمة مثلما كانت من قبل، والعروض القوية هي ما يجب أن تحكم عملية الاختيار.
علاقة توتشيل مع بيلينجهام تثير الانتباه، خاصةً بعد التصريحات المثيرة التي أدلى بها توتشيل بعد خسارة إنجلترا أمام السنغال في يونيو الماضي. حيث وصف سلوك بيلينجهام بأنه كان "مثيرا للاشمئزاز"، مما أثار ردود فعل غاضبة من والدته. ورغم اعتذاره لاحقاً، فإن ذلك لم يجعل توتشيل يتسرع في إعادة اللاعب إلى المنتخب.
على الرغم من تأكيد توتشيل بأن بيلينجهام يعد لاعباً خاصاً وأن وجوده سيؤثر إيجابياً على أداء الفريق، إلا أنه حذر من الاعتماد عليه بشكل مفرط. ذكر توتشيل أن هناك قلقًا دائمًا حول إمكانية إصابة بيلينجهام، مما يشير إلى أن استبعاد اللاعب يأتي ضمن خطة أوسع لمواجهة التحديات المقبلة.
المدرب الألماني ركز على النقطة الحاسمة بأن المنتخب الإنجليزي لن يتشكل بناءً على متطلبات لاعب واحد، خاصة أن الأسهم تتجه نحو كأس العالم الموسم المقبل. يجب على الفريق أن يكون جاهزًا لمواجهة أي حالة طوارئ، بما في ذلك عدم توافر بيلينجهام.
بالتأكيد، قرار توماس توتشيل ليس مجرد استبعاد لجود بيلينجهام، بل هو دليل على سياسة المدرب في اختيار لاعبيه استنادًا إلى الأداء والأهمية الجماعية للفريق. إن النهج المبني على النتائج وليس الأسماء يمثل تحولا ملحوظا في إدارات كرة القدم الحديثة، حيث تصبح العروض هي السمة الحقيقية لعالم كرة القدم. باختصار، يظل المستقبل مفتوحًا أمام المنتخب الإنجليزي، والتحديات المقبلة ستمثل الفرصة المثالية لمعرفة مدى التغيير الذي أحدثه توتشيل.