شكل حادث دراجة أصاب محمد الحبسي (39 عاماً) في عام 2009 نقطة تحول كبرى في حياته، حيث أدى إلى تعرضه لكسر في العمود الفقري، مما أجبره على استخدام كرسي متحرك. إلا أن هذه المحنة لم تكن نهاية، بل كانت بداية فصل جديد في حياته قادته لتحقيق إنجاز تاريخي في رياضة الرماية، حيث توج ببطولة العالم للرماية البارالمبية (التراب) في 18 سبتمبر الماضي، محققاً رقماً عالمياً جديداً.
بدأ الحبسي رحلته الرياضية من خلال نادي العين لأصحاب الهمم، حيث انخرط في عدة رياضات أبرزها ألعاب القوى، ثم مبارزة سلاح الشيش، وسلة الكراسي المتحركة، إلى جانب رياضة رماية الشوزن، محققًا إنجازات ملحوظة في كل منها.
في تصريحات خاصة، يقول الحبسي: "بعد الحادث أصبت بإحباط شديد بسبب كسر العمود الفقري والعلاج الطويل الذي تبعه. لكن نصيحة صديق كانت كفيلة بتغيير مسار حياتي، فقد شجعني على الانضمام إلى نادي العين، وهناك اكتشفت مهارات لم أكن أعرف أنني أملكها".
أضاف الحبسي أن نصيحة صديقه كانت نقطة الانطلاق في مسيرته الرياضية منذ عام 2009، حيث بدأ بممارسة ألعاب القوى، ثم انتقل إلى سلاح الشيش، والتحق قبل ثماني سنوات برياضتي سلة الكراسي المتحركة ورماية الشوزن.
يؤكد الحبسي، الذي يعمل موظفًا في مؤسسة معنية بأصحاب الهمم، أن هذا العمل يساعده على الالتزام ببرامج التدريب والنظام الغذائي. "لقد حققت برونزية بطولة العالم في إيطاليا 2021، وتوجت مؤخرًا بذهبية بطولة برنو في التشيك".
يتطلع الحبسي إلى تحقيق المزيد من الإنجازات، وخصوصًا في رياضة رماية الشوزن، ويتمنى أن تُدرج تلك الرياضة ضمن الألعاب البارالمبية في عام 2028، حتى يتمكن من المنافسة على المجد الأولمبي. وأشار إلى أنه يسعى دائمًا لرفع علم الإمارات في أكبر المحافل الرياضية.
وجه الحبسي رسالة إلى زملائه من الأشخاص ذوي الهمم قائلاً: "نحن محظوظون بدعم الإمارات الذي يُعتبر رائدًا عالميًا في تقديم الدعم ودمج أصحاب الهمم في المجتمع. أقول لكل من يواجه تحديًا: لا شيء مستحيل أمام أبناء الإمارات".
إن قصة محمد الحبسي تعد مثالاً يحتذى به في كيفية التغلب على التحديات والصعوبات، حيث يسطر تاريخًا جديدًا في عالم الرياضة ويعكس روح الإرادة القوية لذوي الهمم. من خلال إنجازاته ورسالته الملهمة، يؤكد الحبسي أن العزيمة والإصرار يمكن أن تفتح آفاقًا جديدة، مهما كانت الصعوبات.